للنابغة الذبياني. والوعل: بفتح الواو وكسر العين أو سكونها، تيس الجبل.
والمطارة: قال ياقوت: يجوز أن تكون الميم زائدة فيكون من طار يطير، أي: البقعة التي يطار منها، وهو اسم جبل
ويضاف إليه «ذو» وعاقل، أي: متحصّن.
والشاهد: «لا تزيد مخافتي على وعل»، فإن الكلام على تقدير مضاف، أي: لا تزيد مخافتي على مخافة وعل، ألا ترى أن مخافته لا تشبه بالوعل نفسه، وإنما تشبه بمخافة الوعل، وقد قالوا: إن الكلام على القلب، فإن الأصل: لا تزيد مخافة الوعل المعتصم بالجبل على مخافتي، فقلب.
والتوجيه الثاني في البيت: أن تكون «لا» زائدة في قوله: «لا تزيد مخافتي»، وكأنه قال: «حتى تزيد مخافتي». [الإنصاف/ 372].
قاله ابن الطّثريّة، واسمه يزيد بن سلمة، والطّثرية أمه، وهي من الطّثر، حيّ من اليمن، كان من شعراء بني أمية، توفي سنة 126 هـ. والبيت من قطعة اختارها أبو تمام في الحماسة، ومطلعها:
عقيليّة أمّا ملاث إزارها … فدعص وأما خصرها فبتيل
تقيّظ أكناف الحمى ويظلّها … بنعمان من وادي الأراك مقيل
ويفسّر معنى البيت الشاهد: قول الآخر:
هل إلى نظرة إليك سبيل … فيروّى الظّما ويشفى الغليل
إنّ ما قلّ منك يكثر عندي … وكثير ممّن يحبّ القليل
وفي البيت الشاهد يقول: أليس قليلا نظرة منك إذا حصلت لي، ثم استدرك على نفسه ناقضا لما اعتقده فقال: كلّا، لا قليل منك. وموطن الشاهد: «كلّا»، فقد رأى الأنباري في الإنصاف أن «كلّا» بمعنى «حقّا»، وهذا المعنى قاله الكسائي ومن تابعه.
[الإنصاف/ 402، والحماسة/ 1341].