123 - وإن كان ما بلغت عني فلامني … صديقي وشلت من يدي الأنامل وكفنت وحدي منذرا في ردائه … وصادف حوطا من أعادي قاتل

121 - لهنّك من عبسيّة لوسيمة … على هنوات كاذب من يقولها

ويسبقه في «لسان العرب»:

وبي من تباريح الصبابة لوعة … قتيلة أشواقي وشوقي قتيلها

والشاهد: «لهنّك»، وللعلماء في تخريج هذه الكلمة آراء، أذكر ههنا أقربها: وهو أنها في الأصل: «لأنك» ب «لام» توكيد مفتوحة، ثم «إنّ» المكسورة الهمزة المشددة النون.

والأصل أن «لام» التوكيد التي تدخل على «إنّ» المكسورة، تتأخر عن «إنّ» وما يليها فتدخل على خبرها مثل: «إنّ زيدا لمنطلق»، أو على اسمها بشرط أن يتأخر عن الخبر، كقوله تعالى: وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً*. [النحل: 66، والمؤمنون: 21]، أو على ضمير الفصل الواقع بين اسمها وخبرها نحو: إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ. [آل عمران: 62]، ولا يجوز أن تقترن «اللام» ب «إنّ»، لكنه لما أبدل الهمزة من «إنّ» هاء، توهم أنها كلمة أخرى غير «إنّ». و «اللام» في «لوسيمة» زائدة. ويذكر الكوفيون هذا البيت شاهدا على جواز زيادة «لام» التوكيد على خبر (لكن) لأنّ أصلها في التركيب «إنّ» زيدت عليها «لا» و «الكاف»، فصارتا حرفا واحدا، كما زيدت على «إنّ» «اللام» و «الهاء» في قول الشاعر. [الإنصاف/ 209، والهمع/ 1/ 149، واللسان: لهن].

122 - دعيني أطوّف في البلاد لعلني … أفيد غنى فيه لذي الحقّ محمل

لعروة بن الورد، المعروف بعروة الصعاليك.

والشاهد: «لعلني»، حيث وصل «نون» الوقاية ب «لعلّ»، حين أراد أن يعملها في «ياء» المتكلم، وقد زعم الأنباري في «الإنصاف» أن ذلك قليل، وأن الكثير «لعلي»، وليس كما قال .. نعم: إن حذف النون أعرف وأشهر. وبه وحده ورد القرآن الكريم لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ. [غافر: 36] [الإنصاف/ 227].

123 - وإن كان ما بلّغت عنّي فلامني … صديقي وشلّت من يديّ الأنامل

وكفّنت وحدي منذرا في ردائه … وصادف حوطا من أعاديّ قاتل

قاله معدان بن جوّاس الكندي. وكفنت وحدي منذرا: يقول أصبحت فريدا لا معين لي على القيام بواجب تجهيزه، وأصبحت فقيرا لا أملك ما أكفنه فيه غير ردائه. أو يكون المعنى: قتله أعداؤه وليس معه غيري، وأعجلت عن تكفينه حسب العادة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015