البيت لمعن بن أوس، يقول لصاحبه: أقسم لك إني لا أعلم - مع أنني خائف - من الذي ينزل به الموت منا قبل أن ينزل بصاحبه. يريد أن هذه الحياة قصيرة، والمرء في كل لحظة عرضة للموت، فلا يحسن أن نقضي حياتنا في الهجران. لعمرك: اللام:
للابتداء، وعمرك: مبتدأ خبره محذوف وجوبا، وجملة «وإني لأوجل» حالية.
والشاهد: «أول» ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب، على تقدير حذف المضاف إليه، ونيّة معناه لا لفظه، كما في قراءة السبعة: لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ.
[الروم: 4]. [الشذور، والخزانة/ 8/ 289].
2 - أقول وقد ناحت بقربي حمامة … أيا جارتا لو تشعرين بحالي
معاذ الهوى ما ذقت طارقة النّوى … ولا خطرت منك الهموم ببالي
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا … تعالي أقاسمك الهموم تعالي
لأبي فراس الحمداني قالها وهو في أسر الروم، يناجي حمامة.
والشاهد في البيت الثالث: «تعالي» الثانية، حيث جاء بها الشاعر مكسورة «اللام»، بدليل قوافي الأبيات، والمعروف أن العرب يفتحون لام هذه الكلمة في كل أحوالها.
ولذلك نسبوا أبا فراس إلى اللحن، وقد اعتذر عنه بعضهم، أنها لغة قليلة؛ وتعال: عدها بعضهم اسم فعل، والظاهر أنها من الأفعال؛ لأنها دالة على الطلب، وتلحقها ياء المخاطبة، والضمائر واسم الفعل ليس كذلك، ومثلها (هات)، وشعر أبي فراس للتمثيل، لا للاستشهاد.