78 - حلفت بهدي مشعر بكراته … يخب بصحراء الغبيط درادقه لئن لم تغير بعض ما قد صنعتم … لأنتحين العظم ذو أنا عارقه

الذي يضمّ النحر وما حوله. قلت: ولو كانت الوالدة - رحمها الله - موجودة، لسألتها: ما البنائق؟ فمازال يرنّ في أذني لفظ «البنايق» من كلامها.

والشاهد: «سودت»: فهو على وزن «فعل» من السواد، وربما كان أصله «اسوادّ»، ثم تحوّل إلى «اسودّ»، ثم صار سود. قال ابن منظور: أراد بقوله سودت، أنه عورت عينه، واستعار لها تحت السواد من عينه قميصا بيضا بنائقه. وقد يكون مراده: إذا كنت أسود اللون، فإنني أضمر العمل الطيب، ويؤيده الرواية التالية. [اللسان «بنق» «وقيه» وشرح المفصل ج 7/ 162، وسيبويه ج 2/ 234].

76 - وما ضرّ أثوابي سوادي وتحتها … لباس من العلياء بيض بنائقه

البيت لنصيب، رواية أخرى للبيت السابق في الأغاني ج 1/ 354، قال: وأنشدنا الأصمعي لنصيب، وكان يستجيد هذه الأبيات، ويقول إذا أنشدها: قاتل الله نصيبا ما أشعره.

77 - عرضنا فسلّمنا فسلّم كارها … علينا وتبريح من الغيظ خانقه

البيت لابن الدمينة، عبد الله بن عبيد الله، والدمينة أمّة، والبيت أحد سبعة أبيات أوردها أبو تمام في الحماسة.

وقوله: عرضنا: جواب شرط للبيت الأول، وهو قوله:

ولما لحقنا بالحمول ودونها … خميص الحشا توهي القميص عواتقه

والحمول: الظعائن، وأثقالها. وخميص الحشا: قليل اللحم على بدنه، ويريد به قيّم الحمول، ومرافقها، وحارسها.

يقول: لما دعانا الشوق إلى اللحوق بالظعائن بعد تشييعنا لها، وإلى تجديد العهد بها، فأدركناها ودونها رجل نحيف، مديد القامة.

وقوله: فسلم كارها: أراد به المحامي دون الظعائن، وكارها: منصوب على الحال، يريد: أننا عند ما سلمنا، ردّ السّلام كارها، وظهر منه غيظ ملأ صدره. [شرح الحماسة للمرزوقي 1263، والشعر والشعراء ص 618، ترجمة ابن الدمينة].

78 - حلفت بهدي مشعر بكراته … يخبّ بصحراء الغبيط درادقه

لئن لم تغيّر بعض ما قد صنعتم … لأنتحينّ العظم ذو أنا عارقه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015