والشاهد: (كذب) فإنه يستعمل إذا قصدوا الإغراء، بشيء، فيقولون: كذب عليك، أي: عليك به. وقال أبو علي الفارسي: هذه كلمة جرت مجرى المثل في كلامهم ولذلك لم تصرّف، ولزمت طريقة واحدة في كونها فعلا ماضيا معلقا بالمخاطب ليس إلا وهي في معنى الأمر، والمراد بالكذب، الترغيب والبعث، من قول العرب «كذبته نفسه» إذا منته الأماني وخيلت إليه الآمال مما لا يكاد يكون، وذلك ما يرغب الرجل في الأمور ويبعثه على التعرض لها. ومنهم من ينصب ب (كذب) على الأمر والإغراء. ومنهم من يرفع بها، قال ابن السكيت: أهل اليمن يرفعون المغرى به. [الخزانة ج 5/ 15، واللسان (كذب) و (قرطف)].
من شواهد سيبويه ج 2/ 25.
والشاهد: «جذام» اسم قبيلة، فلم يصرفه، للعلمية والتأنيث، ولو أمكنه تذكيره وصرفه على معنى الحي لجاز. وروح في البيت، هو روح بن زنباع، وكان سيّد جذام، كان أحد ولاة فلسطين أيام يزيد، يذكر تمكن روح عند السلطان ولبسه الخز وأنه لم يكن أهلا لذلك، فالخز ينبو عن جلده وينكره، كما تضج المطارف حين تلبسها جذام.
البيت للشنفرى، عمرو بن مالك. وحفيف النبل: دوي ذهابه، ومن فوق: حال من النبل، والعجس: مقبض القوس. وعوازب: خبر كأن، جمع عازبة. ومطنف: هو الذي يعلو الطّنف، وهو رأس الجبل، ومطنف: فاعل أخطأ. وكأنّ المعنى: أخطأ غارها مطنفها.
يشبه صوت النبل، بصوت نحل تاه عن الغار؛ لأن النحل إذا تاه عن محله عظم دويّه.
والشاهد: «أخطأ الغار» فهذه الجملة صفة للنحل، خلت من الضمير الرابط؛ ولكن «الألف» و «اللام» في «الغار»، أغنت عن الضمير العائد إلى الموصوف، والتقدير أخطأ غارها. [الأشموني ج 3/ 63، وعليه حاشية العيني، واللسان «طنف»].
وقبل البيت مما يفهم به:
نحن المكيثون حيث نحمد بال … مكث ونحن المصالت الأنف