ترويه كتب اللغة والنحو بدون نسبة، ومحل الاستشهاد «ولا غناء»، فإن أصل هذه الكلمة ولا «غنى» بكسر الغين مقصورا، ولكن الشاعر مدّه حين اضطر لإقامة الوزن.
وبه استشهد الكوفيون على صحة مدّ المقصور .. وقال قوم: إن «غناء» في البيت بكسر الغين ممدودا مصدر غانيته غناء مثل راميته رماء، إذا فاخرته في الغنى، بكسر الغين وبالقصر. وقال آخرون إنه بفتح الغين من قولهم هذا رجل لا غناء عنده، فيكون ممدودا أصالة .. والحق أن الشاعر أراد «الغنى» ضد الفقر، لأنه قابله به .. والتأويلات الأخرى انتصار للبصريين الذين يمنعون مد المقصور. [الأشموني ج 4/ 110، والإنصاف ص 747، والتصريح ج 2/ 293].
رويته أيضا في حرف الفاء، لأنه ورد بقافية «ألوفا» من ألف يألف .. وهنا القافية همزية من «وفى يفي». والمصدر وفاء .. وأزيد على ما ذكرته هناك: أنّ، البيت ينشدونه شاهدا على عمل اسم المصدر وهو هنا «عشرة» واسم المصدر، ما ساوى المصدر في الدلالة على معناه، وخالفه بخلّوه - لفظا وتقديرا دون عوض، من بعض ما في فعله ...
فمثل «قتال» مصدر لأن أصله قيتال، فألف «قاتل» قلبت ياء ثم حذفت .. فهي مقدرة ولفظ «عدة» من (وعد) خلا من الواو، لكن عوّض منها التاء فهو مصدر. أمّا «الوضوء» فهم اسم مصدر، لأنّ فعله «توضّأ» لخلوه لفظا وتقديرا من بعض حروف «توضأ» والكلام: اسم مصدر، لأن فعله «تكلّم» .. و (عشرة) في البيت الشاهد: من الفعل «عاشر» حذفت ألف الفعل دون عوض .. فهو اسم مصدر. ولكنه عمل عمل فعله بشروط