أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ [الممتحنة: 11]، أي: أحد من أزواجكم، وقد استشهد بعضهم بالبيت على أنّ الجواب محذوف، عملا بمقتضى الضابط في اجتماع قسم وشرط، ولكن بعض النحويين قد يعثرون؛ لنظرهم في البيت الشاهد مفردا منقطعا عن سياقه، أو لاعتمادهم على رواية ناقصة، دون أن يستقصوا، فالبيت جاء في سياق قصيدة يصف فيها امرؤ القيس إحدى أحلام يقظته، أو أحد خيالاته، حيث يقول:
بعثت إليها والنجوم خواضع … حذارا عليها أن تقوم فتسمعا
تقول وقد جرّدتها من ثيابها … كما رعت مكحول المدامع أتلعا
وجدّك لو شيء ...
إذن لرددناه ولو طال مكثه … لدينا ولكنّا بحبّك ولّعا
فقوله في البيت الشاهد: «ولكن لم نجد» جملة اعتراضية، وقوله: «إذن» في البيت التالي، جواب «لو» لا جواب القسم، فإنّ «إذن» في الغالب تكون جوابا ل «لو»، أو لإن الشرطيتين، ظاهرتين أو مقدرتين، ولم يسمع وقوعها في جواب القسم. والله أعلم.
[الخزانة/ 10/ 84، وشرح المفصل/ 9/ 7].
البيت للكلحبة العريني اليربوعي، واسمه هبيرة بن عبد مناف.
وهو شاهد على أنّ الاسم، إن أعيد ثانيا ولم يكن بلفظ الأول، لم يجز عند سيبويه، ويجوز عند الأخفش سواء أكان في شعر أم في غيره، وقد قال الشاعر: «المرء» في الشطر الأول، ثم قال: «بالفتى»، ولعلّ سيبويه ومن وافقه، يريدون من الشاعر أن يذكر محل «الفتى» الضمير، فيقول «به»، وقد قال ابن رشيق في «العمدة». [ج 2/ 56]، قوله: «بالفتى» حشو، وكان الواجب أن يقول «به»؛ لأن ذكر المرء قد تقدم. قلت: ولم يصب سيبويه، وابن رشيق المفصل؛ لأنهما جريا وراء الصنعة، وغاب عنهما الذوق الأدبي؛ ذلك أن لفظ «المرء» عامة تشمل الإنسان، وعند ما
قال: «بالفتى»، كأنه خصّ الفتيان بهذه التجربة، فالشاعر يريد أن يقول: من لم يركب الهول تقطّع أمره، ومن أشعر نفسه الجراءة والغلبة ظفر، وهذا الكلام يخاطب به فتيان. والبيت من قطعة في [المفضليات/ 32، والخزانة/ 1/ 386، والهمع/ 1/ 130].