هذا رجز لم يعرف قائله. وجنّ الظلام: ستر كلّ شيء، والمراد: أقبل. اختلط: كناية عن انتشاره واتساعه. والمذق:
اللبن الممزوج بالماء، شبهه بالذئب لاتفاق لونهما؛ لأنّه فيه غبرة وكدرة. والمعنى: يصف الراجز قوما نزل بهم ضيفا، بالشّحّ والبخل، فانتظروا عليه طويلا حتى أقبل الليل بظلامه، ثم جاءوا بلبن مخلوط بالماء يشبه الذئب في لونه؛ لكدرته وغبرته، يريد أن الماء الذي خلطوه به كثير.
وقطّ: استعمله بعد الاستفهام، مع أنّ موضع استعماله بعد النفي الداخل على الماضي. والذي سهّل هذا؛ أنّ الاستفهام قرين النفي في كثير من الأحكام، وهو ظرف زمان مبني على الضمّ في محل نصب متعلق ب «رأى»، وسكونه للوقف، وجملة «هل رأيت الذئب قط»، في محل نصب مفعول به، لقول محذوف يقع صفة لمذق، والتقدير:
بمذق مقول فيه هل رأيت الذئب قط.
والشاهد فيه: قوله: «بمذق هل رأيت» .. الخ، فإن ظاهر الأمر أنّ الجملة المصدرة بحرف الاستفهام قد وقعت نعتا للنكرة، وليس الأمر على ما هو الظاهر، بل النعت (قول) محذوف، وهذه الجملة معمولة له، والقول يحذف كثيرا ويبقى معموله. قال البغدادي:
وهذا الرجز قيل: للعجاج، والله أعلم. [ابن عقيل/ 2/ 263، وشرح التصريح/ 2/ 112، والهمع/ 2/ 117، والخزانة/ 2/ 909 و 5/ 24].
البيت للمتنخّل الهذلي، وهدوّا: بعد ساعة من الليل. والمساءة: مصدر سؤته سوءا.
والعلاط: أصله وسم في عنق البعير، ويقال: علطه بشرّ، إذا وسمه ولطخه به. وهدوّا:
ظرف لنادى؛ لأن غالب ضيوف العرب إنما يجيئون بعد دخول الظلام.