والشاهد: أن «على» في قوله: «على أنها» للاستدراك والإضراب، وفي هذه الحال لا تحتاج إلى متعلق كحرف الجرّ الشبيه بالزائد. [شرح المفصل/ 3/ 117، والخصائص/ 1/ 71، والمرزوقي/ 785، والخزانة/ 5/ 405].
هذا الرجز للأغلب العجلي بن عمرو، أحد المعمرين عمّر في الجاهلية عمرا طويلا، وأدرك الإسلام فأسلم وحسن إسلامه، وهاجر وتوجه إلى الكوفة مع سعد بن أبي وقاص، فاستشهد في وقعة نهاوند، وهو من أرجز الرجّاز.
والشاهد: أن المضاف اكتسب التأنيث من المضاف إليه، ولهذا قال: «أسرعت»، ولم يقل «أسرع». [سيبويه/ 1/ 26، وشرح التصريح/ 2/ 31، والخصائص/ 2/ 418، والأشموني/ 2/ 248].
4 - لقد أتت في رمضان الماضي … جارية في درعها الفضفاض
تقطّع الحديث بالإيماض … أبيض من أخت بني أباض
هذا الرجز لرؤبة بن العجاج، وقوله: «في رمضان». كان الربيع جميعهم في ذلك الوقت. وقوله: «تقطع الحديث بالإيماض»، أي: إذا ظهرت أو ابتسمت، ترك الناس حديثهم ونظروا إليها. وبنو أباض: قوم شهروا ببياض نسائهم.
وفي الرجز ثلاثة شواهد:
الأول: ذكره ابن هشام في المغني، أنهم يعبرون عن الماضي والآتي كما يعبرون عن الشيء الحاضر.
والثاني: استخدام رمضان بدون شهر، ومثله: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». [في البخاري ومسلم]. قالوا: والأفصح مع الشهر؛ لقوله تعالى:
شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ [البقرة: 185].
الثالث: في قوله: «أبيض»، حيث جاء بأفعل التفضيل من البياض، وهو يشهد للكوفيين الذين يرون مجيء اسم التفضيل، وصيغتي التعجب من البياض والسواد دون سائر الألوان، والبصريون يمنعون ذلك، ويجعلون مجيئه شاذا، أو أنه صفة مشبهة لا أفعل تفضيل، وجاء