وقوله: فهلمّ جرا، متعلق في المعنى بقوله في الجاهلية، أي: كان سؤدد وائل في الجاهلية فما بعدها وانظر إعراب «هلم جرّا في الشاهد» رقم «354» من حرف الراء [رسالة في توجيه النصب في إعراب «هلمّ جرا، لابن هشام/ 46. والبيت الأول في الهمع/ 2/ 2].
رجز لا يعرف قائله، وهو شاهد على أن معنى «جرّا» من «هلم جرّا» مأخوذ من الجرّ في السّوق، وهو أن تترك الإبل والغنم ترعى في السير. والأعجف: الهزيل، و «نوى» صار له نيّ بفتح النون وتشديد الياء - وهو الشحم.
وأما النّيء، بكسر النون، وبهمزة بعد ياء ساكنة فهو اللحم الذي لم ينضج، واستمرّ: من المرّة بكسر الميم، وهو القوّة، ومنه قوله تعالى: ذُو مِرَّةٍ [النجم: 6]. [انظر مراجع البيت السابق].
البيت لأبي النجم، يريد بأسيرها: نفسه، كأنه في أسرها، لعشقه إيّاها.
والشاهد: إدخال اللام على العمر، لتأوله بواحد من الأمة المسماة به، فجرى مجرى فرس ورجل.
وردت قصة هذا البيت في مجمع الأمثال، وملخصها: أنّ عائذا غاب عن أهله، وكان له أخ يقال له جندلة، وهما ابنا يزيد اليشكري، ولما رجع عائذ، قال له أخوه جندلة:
أعائذ ليت شعري أيّ أرض … رمت بك بعد ما قد غبت دهرا
مع أبيات أخرى، فأجابه عائذ بأبيات منها:
أجندل كم قطعت إليك أرضا … يموت بها أبو الأشبال ذعرا
فإن جاوزت مقفرة رمت بي … إلى أخرى كتلك هلمّ جرا
فكان عائذ اليشكري، أول من قال «هلم جرا» ومعنى «هلم جرا» سيروا على