الرجز كما يبدو لأبي النجم، وقوله: ما أجنّ، صيغة تعجب من الجنون، وهو شاذ لا يقاس عليه.
والشاهد: أنّ معناه: وشعري الآن هو شعري المشهور المعروف بنفسه، لا شيء آخر، فعدم مغايرة الخبر للمبتدأ إنما هو في اللفظ، وأما في المعنى فهو مغايره بقيد الشهرة، وعليه فسّر الزمخشري: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ. [الواقعة/ 10]، [شرح أبيات المغني/ 5/ 340، والخصائص/ 3/ 337، والمرزوقي/ 161، والهمع/ 1/ 60].
هذا رجز لأبي النجم العجلي، واسمه الفضل بن قدامة، وهو أحد رجّاز الإسلام المتقدمين، والشاهد أنّ (ال) دخلت على «عمرو» لضرورة الشعر، وأراد بأسيرها، نفسه لأن حبّها أسره. [شرح المفصل/ 1/ 44، والهمع/ 1/ 80،
والإنصاف/ 317، وشرح أبيات المغني/ 1/ 302].
البيت من قصيدة لعدي بن زيد العبادي أرسلها للنعمان بن المنذر، وكان محبوسا عنده ثم قتله، يقول: لو شرقت بغير الماء، أسغت شرقي بالماء فإذا غصصت بالماء، فبم أسيغه، وقد صار البيت مثلا للتأذي ممن يرجى إحسانه، والاعتصار: أن يغصّ الإنسان بالطعام فيعتصر بالماء وهو أن يشربه قليلا قليلا ليسيغه، وتحقيقه أنّ معنى الاعتصار:
الالتجاء كأنه قال: إذا غصصت بطعام لجأت إلى الماء لتسويغه، فإذا غصصت بالماء بماذا أسوغه، يعني أن النعمان كان بمنزلة الماء للشاعر، فكيف وقد صار الماء هو الداء، فبماذا يداويه؟.
والشاهد في البيت: أنّ «لو» دخلت في الظاهر على جملة اسمية، وهي قوله: (حلقي شرق) مبتدأ وخبر، والترتيب: لو حلقي شرق بغير الماء، الجار والمجرور متعلقان ب (شرق)، وقيل: حلقي: فاعل لفعل مضمر بعد «لو» يفسره «شرق» كأنه قال: لو شرق حلقي بغير الماء، ويعرب «شرق» خبر لمبتدأ محذوف تقديره «هو شرق»، والجار والمجرور (بغير) يتعلقان بالفعل المحذوف. [سيبويه/ 1/ 462، والهمع/ 2/ 66، والأشموني/ 4/ 40، وشرح أبيات المغني/ 5/ 82].