115 - لسلمى بذات الخال دار عرفتها … وأخرى بذات الجزع آياتها سطر كأنهما ملآن لم يتغيرا … وقد مر للدارين من بعدنا عصر

الأولى: أنه يؤيد ما ذهب إليه أبو الحسن الأخفش من مجيء المصدر على زنة اسم المفعول، كما جاء على زنة اسم الفاعل، كالعافية.

والثانية: أنه يدل على جواز جمع المصدر، فقد جمع «ميسور» على مياسير. وفي شرح أبيات المغني سمى الشاعر «حريث بن جبلة العذري» وقبل البيت الشاهد:

يا قلب إنّك في أسماء مغرور … اذكر وهل ينفعنك اليوم تذكير

قد بحت بالحبّ ما تخفيه من أحد … حتى جرت بك أطلاقا محاضير

تبغي أمورا فما تدري أعاجلها … خير لنفسك أم ما فيه تأخير

وقوله: استقدر: فعل أمر، أي: اطلب منه تعالى أن يقدّر لك خيرا. ولفظ الجلالة، مفعول أول، و «خيرا» مفعول ثان، بينما: بين: ظرف مكان، و «ما»: زائدة، العسر:

مبتدأ. خبره محذوف. و «إذ»: كلمة دالة على المفاجأة وقد اختلف فيها، فقيل: هي ظرف مكان، وقيل: ظرف زمان، وهي بدل من «بين» أو متعلق بما بعده.

والشاهد: قوله: «إذ» فإنها كلمة تدل على المفاجأة، لأن المعنى يدل على ذلك.

[سيبويه/ 2/ 158، والشذور/ 126، وشرح أبيات المغني/ 2/ 168].

115 - لسلمى بذات الخال دار عرفتها … وأخرى بذات الجزع آياتها سطر

كأنهما ملآن لم يتغيرا … وقد مرّ للدارين من بعدنا عصر

البيتان لأبي صخر الهذلي، من قصيدة مرّ منها البيت (وإني لتعروني .. القطر)، ومنها:

أما والذي أبكى وأضحك والذي … أمات وأحيا والذي أمره الأمر

لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى … أليفين منها لا يروعهما النّفر

فيا هجر ليلى قد بلغت بي المدى … وزدت على ما لم يكن بلغ الهجر

ويا حبّها زدني جوى كلّ ليلة … ويا سلوة الأيّام موعدك الحشر

... وذات الخال، وذات الجزع: مكانان، وآياتها سطر: أي: علاماتها دارسة لم يبق منها إلا ما يشبه السطر الذي ينمقه الكاتب، ويكثر في شعراء هذيل هذا التشبيه. وقوله:

ملآن: أي: من الآن، حذف نون (من) لالتقائها ساكنة مع لام «الآن» ولم يحركها لالتقاء الساكنين كما هو الغالب، وهو الشاهد في البيت الثاني: حيث أعرب «الآن» وجره بالكسرة، ولكن ما المانع أن يروى البيت بالفتح، ويكون «الآن» مبنيا. [الشذور/ 128،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015