قوله: تأججا: التأجج الاحتراق والالتهاب، وهو فعل مسند لألف الاثنين هما الحطب والنار ... يصف الشاعر أنفسهم بالكرم وأنهم يقرون الأضياف. فمن جاءهم وجدهم يوقدون النار، ومن عادة العرب، إذا كانوا في جدب، أن يوقد كرامهم النار ليهتدي بها إليهم السالك، والبيت لعبيد الله بن الحرّ، أو الحطيئة.
والشاهد فيه: متى تأتنا تجد، فعل الشرط وجوابه، وقوله تلمم: فعل مضارع مجزوم، لأنه بدل من فعل الشرط،
ولو أمكن رفعه على تقدير الحال لجاز.
والبيت لعبيد الله بن الحرّ، أو للحطيئة. [سيبويه/ 446، والإنصاف/ 583، وشرح المفصل/ 7/ 53].
2 - سقى أمّ عمرو كلّ آخر ليلة … حناتم سود ماؤهنّ ثجيج
شربن بماء البحر ثم ترفّعت … متى لجج خضر لهنّ نئيج
البيتان من شعر أبي ذؤيب الهذلي، يدعو لامرأة اسمها أمّ عمرو بالسقيا بماء سحب موصوفة بأنها شربت من ماء البحر، وأخذت ماءها من لججه ولها في تلك الحال صوت عال مرتفع.
والشاهد في البيت الثاني، وإنما ذكرت الأول لتوضيح معنى البيت الثاني: وفي البيت شاهدان: الأول: قوله «بماء»، الباء بمعنى (من) الابتدائية أو على تضمين «شرب» معنى روي، فتكون الباء سببية.
والشاهد الثاني: (متى لجج) متى هنا حرف جرّ، حيث جرّت (لجج) في لغة هذيل،