19 - ألا أبلغ أبا إسحق أني … رأيت البلق دهما مصمتات أري عيني ما لم ترأياه … كلانا عالم بالترهات كفرت بوحيكم وجعلت نذرا … علي قتالكم حتى الممات

تعدد المرات التي كان يصعد فيها الجبل. فالمعنى: أنه يحفظ أصحابه في رأس جبل، فيكون طليعة لهم، والعرب تفخر بهذا، لأنه دال على شهامة النفس وحدة النظر.

والشاهد في البيت: على أن (ربّ) فيه للتكثير، فهو يفخر بذلك، ويناسب الفخر التكثير. وفي البيت شاهد آخر وهو توكيد «ترفعن» بنون التوكيد الخفيفة للضرورة، وقالوا: للضرورة، لأنهم شرطوا للتوكيد بالنون أن يسبق الفعل

بطلب، أو نفي، أو قسم، ولم يسبق الفعل بشيء من هذا. [الخزانة/ 11/ 404، وسيبويه/ 1/ 154، وشرح المفصل/ 9/ 40، والهمع/ 2/ 38، والأشموني/ 2/ 131، وج 3/ 217، وشرح أبيات المغني ج 3/ 163].

19 - ألا أبلغ أبا إسحق أنّي … رأيت البلق دهما مصمتات

أري عينيّ ما لم ترأياه … كلانا عالم بالتّرّهات

كفرت بوحيكم وجعلت نذرا … عليّ قتالكم حتى الممات

الأبيات للشاعر سراقة بن مرداس البارقي (ت - 79 هـ) .. وهو يخاطب المختار الثقفي وكان قد خرج الشاعر مع من خرج على المختار الثقفي، فأسر وأتي به إلى المختار فقال له: الحمد لله الذي أمكنني منك .. فقال سراقة: أما والله ما هؤلاء الذين أسروني فأين هم؟ إنّا لما التقينا رأينا قوما عليهم ثياب بيض وتحتهم خيل بلق، تطير بين السماء والأرض، فقال المختار: خلّوا سبيله ليخبر الناس. وكان المختار يدّعي تأييد السماء له، وأنّ الملائكة تحارب معه، فتخلص الشاعر من المأزق، بالاعتراف بما يدّعيه المختار، حيلة. وقوله: كفرت بوحيكم: أي: ما تدّعونه من نزول الوحي عليكم .. وقد انقطع الوحي منذ وفاة محمد عليه السّلام.

والشاهد في البيت الثاني: على أنه جاء بالفعل «ترأى» على الأصل من تحقيق الهمزة دون حذفها، والمشهور أن تقول «ترياه» بإسقاط الهمزة، وقوله: أري: مضارع، فاعله ضمير مستتر تقديره «أنا». يتعدى لمفعولين. ويروى البيت (ما لم تبصراه) ولا شاهد فيه.

[شرح المفصل/ 9/ 110، وشرح أبيات المغني/ 5/ 139].

20 - حنّت نوار ولات هنّا حنّت … وبدا الذي كانت نوار أجنّت

قائل البيت شبيب بن جعيل حين وقع في الأسر مع أمه نوار بنت عمرو بن كلثوم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015