وقوله: وأن ليس: أن مخففة واسمها ضمير، وجملة «ليس» خبره. وموضع أن ومدخولها عطف بالرفع على أنّي الأولى. [الحماسة بشرح المرزوقي ص 1094].
البيت للوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان.
وقوله: لقد أغدو: الغدو، ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس. والأشقر من الخيل الذي حمرته صافية، والشّقرة في الإنسان، حمرة يعلوها بياض ويغتال: يهلك. واستعار يغتال لقطع المسافة بسرعة شديدة. والصحراء: الفضاء الواسع.
والشاهد: أنه جمع صحراء، فلما قلبت الألف بعد الراء في الجمع ياء، قلبت الهمزة التي أصلها ألف التأنيث أيضا. فاجتمعت ياءان وأدغمت. [الإنصاف ص 816، والخزانة ج 7/ 424، وشرح المفصل ج 5/ 58].
وقع البيت في شعري شاعرين. الأول في شعر عويف بن معاوية، من شعراء الدولة الأموية، وقيل له «عويف
القوافي» لقوله:
سأكذب من قد كان يزعم أنني … إذا قلت قولا لا أجيد القوافيا
وأما الثاني، فهو في شعر سحيم عبد بني الحسحاس - كما قال البغدادي - وهو شاعر مخضرم عاش الجاهلية والإسلام، واختلفوا في معنى بيت عويف: فقالوا: أراد بالرّدف:
تابعه من الجنّ، وضمير دعاهنّ: للقوافي: أي: دعا شيطاني القوافي فأجبنه وانثلن عليه، يعني: أن الشعر أطاعه، وكانوا يزعمون أن لكل شاعر تابعا من الجنّ يوحي له بالشعر.
والرّدف في الأصل: الذي يركب خلف الراكب والارعواء: النزوع عن الجهل، وحسن الرجوع عنه ورعت بالخطاب، وهو من قولهم: هذه شربة راع بها فؤادي، أي: برد بها غلّة روعي - بالضم - وهو القلب أو موضع الفزع منه وقيل: هو من راعه، بمعنى أعجبه. والظماء: جمع ظمآنة، وظمآن من ظمئ كفرح أي: عطش أو اشتد عطشه.
والصوادي: جمع صاديه، من الصدى وهو العطش. والجوت - صوت نداء الإبل للماء.