والشاهد: واقيا، وباقيا: حيث وقع كل منهما حالا من النكرة وهي «حمى» بالنسبة إلى «واقيا» و «أحد» بالنسبة ل «باقيا» والذي سوغ ذلك أن النكرة مسبوقة بالنفي في الموضعين [الأشموني/ 2/ 175، وابن عقيل/ 2/ 78].
لمالك بن الريب من قصيدته التي يقول منها:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة … بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا
فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه … وليت الغضى ماشى الركاب لياليا
ومعنى الشاهد: أنّ ابنتي تقول لي: إن ذهابك إلى القتال منفردا يصيرني لا محالة بلا أب، لأنك تقتحم لظاها فتموت.
إن انطلاقك .. تاركي .. إن واسمها وخبرها. واحدا حال من الكاف التي هي ضمير المخاطب في «انطلاقك» لا أباليا: لا: نافية للجنس. أبا: اسمها، ليا: جار ومجرور خبر «لا» والجملة مفعول ثان لتارك. ويجوز أن يكون «أبا» اسم لا منصوبا بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم. واللام في «ليا» زائدة. وياء المتكلم مضاف إليه.: وخبر «لا» محذوف وكأنه قال: لا أبي موجود.
والشاهد: «واحدا» حيث وقع حالا من المضاف إليه وهو الكاف في (انطلاقك) والذي سوّغ هذا أنّ المضاف إلى الكاف مصدر يعمل عمل الفعل، فهو يتطلب فاعلا وهذه الكاف هي الفاعل، فكان المضاف عاملا في المضاف إليه ويصحّ أن يعمل في الحال لأنّه مصدر.
ويروى البيت:
تقول ابنتي لمّا رأت طول رحلتي … سفارك هذا تاركي لا أبا ليا
وعليه، فلا شاهد فيه، إذا كان الشاهد كلمة «واحدا». هذا وقصيدة البيت عدتها ثمانية وخمسون بيتا مطلعها:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة … بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا
وقالوا: إن مالك بن الريب، كان لصا يقطع الطريق، وعند ما ولّى معاوية، سعيد ابن