هذا رجز غير منسوب. وطار القوم: أي: نفروا مسرعين. والمراد: ارتفعوا على إبلهم، فارتفع عليها. والحقب: حبل يشدّ به الرحل إلى بطن البعير. وحقواها مثنى حقو، هو الخصر ومشدّ الإزار.
والشاهد: علاهنّ، وعلاها: وهي لغة قوم من العرب لا يقلبون الألف ياء من «على» مع المضمر، في «علاهنّ»، وعلاها. والأصل: عليهنّ، وعليها. وكذلك في المثنى، فقال: «حقواها» بالألف، والأصل «حقويها» لأنه مثنى مفعول به. [الخزانة/ 7/ 113، وشرح المفصل/ 3/ 34، ونوادر أبي زيد/ 58، 164، والخصائص ج 2/ 269].
رجز غير منسوب. يصف إبلا قد أتعبها، فهي تمدّ أعناقها، والإبل إذا أعيت ذلّت ومدّت أعناقها أو لوتها.
وقوله: تشتكي. يقول: قد ظهر بهذه الإبل من الكلال ما لو كانت ناطقة لشكته وذكرته، فظهور مثل ذلك بها يقوم مقام شكوى اللسان. ونشكيها: بضم النون، مضارع أشكيته، إذا نزعت عنه شكاتيه. والرجز شاهد على أن مجيء المضارع خبر أنّ الواقعة بعد «لو» قليل. والكثير، الماضي. [الخزانة/ 11/ 316، والخصائص/ 3/ 77، واللسان «شكا»].
39 - في كلّ يوم ما وكلّ ليلاه … حتّى يقول من رآه إذ راه
يا ويحه من جمل ما أشقاه
رجز غير منسوب. واستشهدوا به على أن «ليلاه» قد استعملت قليلا، فلذلك جعلوا الليالي مجموعة عليها. وقال ابن جنّي في باب «الاستغناء بالشيء عن الشيء» ومن ذلك استغناؤهم بليلة عن «ليلاة» بالهاء المنقوطة، وعليها جاءت «ليال» و «راه» بحذف عين الفعل، وهي الهمزة. [شرح أبيات المغني/ 1/ 280، والخصائص/ 1/ 267، وشرح المفصل/ 5/ 73 واللسان «ليل»].