وفي البيت الشاهد يخاطبه متوعدا.
قلت: إنّ قصة القصيدة مضطربة، ويروى في سببها روايات مختلفة. وربما كانت أبياتا مفرّقة قيلت في مناسبات متعددة ثم جمعت في سلك واحد، لكنها لا تخلو من زيادات لم يقلها عمرو، لأنّه لا يعقل أن يقول شعرا في مناسبات متعددة ويكون كله من الوزن والقافية. والله أعلم.
هذا البيت من معلقة عمرو بن كلثوم، ويأتي بعد المقدّمة الخمرية، وموقعه في القصيدة يجعله غريبا عمّا قبله، وعما بعده. يقول: سوف تدركنا مقادير موتنا، وقد قدرت تلك المقادير لنا، وقدّرنا لها. والبيت شاهد على أنه يجوز
عطف أحد حالي الفاعل، والمفعول على الآخر، فإنّ «مقدّرة» حال من الفاعل، وهو المنايا. ومقدّرين:
حال من المفعول، أي: ضمير المتكلم مع غيره: أي: تدركنا المنايا في حال كوننا مقدّرين لأوقاتها، وكونها مقدّرة لنا. والمنايا: جمع منية، وهي الموت وسمي منيّة، لأنه مقدر من «منى» له أي: قدّر. [الخزانة ج 3/ 177 والمعلقات السبع أو العشر].
غير منسوب. وهو في الأشموني أنشده شاهدا على حذف صدر جملة صلة الموصول من غير استطالة الصلة الذي اشترطوه لجواز الحذف. فالذي: اسم موصول. وخير خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: هو خير. والجملة صلة الموصول. وقد أجاز الكوفيون هذا الحذف، ومنه قراءة يحيى بن معمر «تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ» [الأنعام: 154] أي: الذي هو أحسن. وقراءة مالك بن دينار «ما بَعُوضَةً» [البقرة: 26] بالرفع. قلت: وإذا جاءت في القراءات ولو كانت شاذة، فإن ذلك يصح في الكلام. [الأشموني ج 1/ 168].
البيت بلا نسبة في العيني ج 3/ 485.
وقوله «معتاد» خبر المبتدأ «أنت» ومنعه من التنوين بدون علّة.