البيت لجرير. من قصيدة هجا بها الأخطل.
والبيت شاهد على أنّ إضافة غابط إلى الضمير للتخفيف لا تفيده تعريفا بدليل دخول «ربّ» عليه وهي مختصة بالنكرة. يقول: ربّ رجل يظن أنا نظفر منكم بما رغبناه وأنكم تبذلون لنا من فضلكم ما أملناه، فيغبطنا على ذلك ولو طلب وصلكم كما نطلب لم يظفر منكم بشيء مما كان يرغب. [سيبويه/ 1/ 212، والدرر/ 2/ 56، وشرح التصريح/ 2/ 28 والأشموني 2/ 240، والهمع/ 2/ 47].
89 - يا حبذا جبل الريان من جبل … وحبذا ساكن الريان من كانا
وحبذا نفحات من يمانية … تأتيك من قبل الريّان أحيانا
البيتان لجرير.
وقوله: يا حبذا. يحتمل «يا» للنداء. والمنادى محذوف كأنه قال: يا قوم حبذا.
وقوله: من جبل: في موضع نصب على التمييز.
وقولهّ: «من كانا» من: فيه أقوال: قيل: هو تمييز، وما بعدها صفة وقيل: من:
إستفهامية خبر كان المقدم والتقدير: أي شيء كان فإني أحبه، وقيل: بدل من «ساكن» واسم كان مستتر عائد على «من» والخبر محذوف.
والبيت الثاني شاهد على أنه قيل: الاسم الذي بعد «حبذا» عطف بيان لذا، ويرده هذا البيت فإن المعرفة لا تبين بالنكرة.
وحبذا: فيها إعرابات: الأول: خبر مقدم .. وما بعدها مبتدأ، وقيل: حبذا: مبتدأ، خبرها ما بعدها. ويجوز كون المخصوص خبرا لمبتدأ محذوف [الهمع/ 2/ 88، والدرر/ 2/ 115، وشرح أبيات المغني/ 7/ 185].
والبيت شاهد: على أن «مبذولا» حال، لا تمييز. وتنفرد «حبذا» من «نعم» بدخول «يا» عليها وبكثرة وقوع تمييز أو حال قبل مخصوص حبذا وبعده. وجاءت الحال هنا بعد المخصوص.