ولا دليل في هذا البيت يمنع صرف سمنان على كونه (فعلان) لجواز كونه (فعلال) وامتناع صرفه لتأويله بالأرض، والبقعة لأنه اسم موضع. [الخزانة ج 5/ 249 - والمرزوقي 1402، وشرح شواهد الشافية ص 7].
وقبل البيت:
لقد هتفت في جنح ليل حمامة … على فنن وهنا وإني لنائم
البيتان للشاعر نصيب بن رباح، مولى عبد العزيز بن مروان. وجنح الليل: ما مال من الليل ووهنا بعد ساعة من الليل، وقوله: لما سبقتني: اشتمل على جواب القسم وجواب «لو». [المرزوقي 1289، والعيني ج 4/ 473].
قال أبو أحمد: وقد كثر في شعرهم ذكر شجو الحمام ونوحه وذكره إلفه، فقال عديّ بن الرّقاع:
فلو قبل مبكاها بكيت صبابة … بلبنى شفيت النفس قبل التّندّم
ولكن بكت قبلي فهاج لي البكا … بكاها فقلت: الفضل للمتقدّم
وقال حميد بن ثور:
وما هاج هذا الشّوق إلا حمامة … دعت ساق حرّ ترحة وترنّما
وساق حرّ: الذكر من القماريّ، سمي بصوته.
وقال الشماخ:
كادت تساقطني والرّحل إذ نطقت … حمامة فدعت ساقا على ساق
و «ساقا» يريد هو ذكر القماريّ. ولذلك قال بعضهم: إنّ «حرّ» هو فرخها.
وقال الكميت:
تغريد ساق على ساق يجاوبها … من الهواتف ذات الطّوق والعطل
أراد بالساق الأول، الحمامة، والثاني: ساق الشجرة.