حيث حذفت كسرة العين من «نعم» لأن أصلها كذلك عند البصريين (نعم) [اللسان (ضجر) والإنصاف ص 123، والمنصف ج 1/ 21].
قاله رجل من الأزد، وتعيّا عليه الأمر: أثقله وأعجزه .. والشاهد: كفى الله كعبا ما تعيّا: فإن كفى هنا بمعنى «وفى» تتعدى إلى مفعولين ولا يقترن فاعلها بالباء نحو وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ [الأحزاب: 25] ... وتكون كفى بمعنى «حسب» وهي قاصرة لا تتعدى، وهي التي يغلب اقتران فاعلها بالباء الزائدة (نحو/ «كفى بالله شهيدا». وتكون «كفى») بمعنى أجزأ وأغنى، فتتعدى إلى واحد ولا يقترن فاعلها بالباء الزائدة نحو:
قليل منك يكفيني ولكن … قليلك لا يقال له قليل
[الإنصاف ص 167].
.. هذا البيت للأعشى ميمون بن قيس من قصيدة يمدح فيها أبا الأشعث بن قيس الكندي ... وحسّان: أحد تبابعة اليمن .. والشاهد: دخول إنّ، على (من) اسم الشرط، واسم الشرط له الصدارة في جملته، ولذلك يقدّر اسم (إنّ)
ضمير الشأن. ومن: مبتدأ، تصدرت جملتها، والجملة خبر (إنّ)، ومثله بيت الأخطل:
إنّ من يدخل الكنيسة يوما … يلق فيها جآذرا وظباء
... وبيت الأعشى يروى (من يلمني على بني بنت حسان). ولا شاهد فيه [سيبويه/ 1/ 439، والإنصاف ص 180، وشرح المفصل ج 3/ 115، والخزانة ج 5/ 420].
53 - أجدّك لست الدهر رائي رامة … ولا عاقل إلّا وأنت جنيب
ولا مصعد في المصعدين لمنعج … ولا هابط ما عشت هضب شطيب
.. لم ينسبا لقائل .. ورامة، وعاقل، ومنعج وشطيب: أماكن بأعينها.
وقوله: أجدّك: الهمزة للاستفهام. وجدّ: مفعول مطلق لفعل محذوف، أو منصوب