153 - وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني … وأشمت بي من كان فيك يلوم وأبرزتني للناس حتى تركتني … لهم غرضا أرمى وأنت سليم فلو أن قولا يكلم الجسم قد بدا … بجسمي من قول الوشاة كلوم

152 - وإنّ لساني شهدة يشتفى بها … وهوّ على من صبّه الله علقم

لا يعرف قائله. وفي البيت أربعة شواهد:

الأول: تشديد واو هوّ.

الثاني: تعليق الجار بالجامد، لتأويله بالمشتق، وذلك لأن قوله: هوّ علقم مبتدأ وخبر، والعلقم: الحنظل، وليس المراد هذا، بل المراد شديد أو صعب فلذلك علق به «على» المذكورة.

الثالث: جواز تقديم معمول الجامد المؤول بالمشتق إذا كان ظرفا.

الرابع: جواز حذف العائد المجرور بالحرف مع اختلاف المعلق. إذ التقدير: وهو علقم على من صبه الله عليه و (على) المذكورة متعلقة بعلقم، والمحذوفة متعلقة ب (صبّ). [شرح أبيات المغني/ 6/ 317].

153 - وأنت الذي أخلفتني ما وعدتني … وأشمتّ بي من كان فيك يلوم

وأبرزتني للناس حتى تركتني … لهم غرضا أرمى وأنت سليم

فلو أنّ قولا يكلم الجسم قد بدا … بجسمي من قول الوشاة كلوم

هذه الأبيات الثلاثة أوردها أبو تمام في باب «النسيب» من الحماسة لامرأة أجابت بها قول ابن الدمينة:

وأنت التي كلّفتني دلج السّرى … وجون القطا بالجلهتين جثوم

وأنت التي قطعت قلبي حزازة … وقرّفت قرح القلب وهو كليم

وأنت التي أحفظت قومي فكلّهم … بعيد الرّضا داني الصدود كظيم

واسم المرأة أميمة، كان ابن الدمينة يعشقها ويهيم بها مدة، فلما وصلته تجنّى عليها وجعل ينقطع عنها ثم زارها يوما: فتعاتبا طويلا: فقال لها وقالت له، ما أثبتناه. والأبيات من رقيق العتاب، وعذب الشعر ولهذا أثبتّ الجوابين.

والشاهد في الشطر الأول من أبيات أميمة - ذكره ابن هشام في المغني تحت عنوان الأشياء التي تحتاج إلى رابط. ومنها «الجملة الموصول بها الأسماء» ولا يربطها غالبا إلا الضمير. إمّا مذكورا، أو مقدّرا. قال: وقد يربطها ظاهر يخلف الضمير كقوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015