[223] أَن أَبَا سَلام حَدثهُ عَن أبي مَالك قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره سقط بَينهمَا رجل وَهُوَ عبد الرَّحْمَن بن غنم وَقد ثَبت فِي رِوَايَة النَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَأجَاب االنووي بِاحْتِمَال سَماع أبي سَلام من أبي مَالك وَمن بن غنم عَن أبي مَالك الطّهُور بِالضَّمِّ على الافصح وَالْمرَاد بِهِ الْفِعْل شطر الْإِيمَان أَي نصفه وَالْمعْنَى أَن الْأجر فِيهِ يَنْتَهِي تَضْعِيفه الى نصف أجر الْإِيمَان وَقيل الْإِيمَان يجب مَا قبله من الْخَطَايَا وَكَذَا الْوضُوء إِلَّا أَنه لَا يَصح إِلَّا مَعَ الْإِيمَان فَصَارَ لتوقفه على الْإِيمَان فِي معنى الشّطْر وَقيل المُرَاد بِالْإِيمَان الصَّلَاة وَالطَّهَارَة شَرط فِي صِحَّتهَا فَصَارَت كالشطر وَلَا يلْزم فِي الشّطْر أَن يكون نصفا حَقِيقِيًّا قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا أقرب الْأَقْوَال وَالْحَمْد لله تملأ الْمِيزَان مَعْنَاهُ عظم أجرهَا وَأَنه يمْلَأ الْمِيزَان تملآن أَو تملأ بالتأنيث فيهمَا وَضمير الثَّانِي للجملة من الْكَلَام وَجوز صَاحب التَّحْرِير التَّذْكِير فيهمَا على إِرَادَة النَّوْعَيْنِ من الْكَلَام أَو الذكرين فِي الأول وَالذكر فِي الثَّانِي وَمَعْنَاهُ لَو قدر ثَوَابهَا جسما لملأ مَا بَين السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالصَّلَاة نور لِأَنَّهَا تمنع عَن الْمعاصِي وتنهى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر وتهدي إِلَى الصَّوَاب كَمَا أَن النُّور يستضاء بِهِ وَقيل يكون أجرهَا نورا لصَاحِبهَا وَقيل لِأَنَّهَا سَبَب لإشراق نور المعارف وانشراح الْقلب ومكاشفات الْحَقَائِق لفراغ الْقلب مِنْهَا واقباله االله وَقيل انها تكون نورا ظَاهرا على وَجهه يَوْم الْقِيَامَة وَفِي الدُّنْيَا أَيْضا بالبهاء وَالصَّدَََقَة برهَان أَي حجَّة على إِيمَان فاعلها فَإِن الْمُنَافِق يمْتَنع مِنْهَا لكَونه لَا يعتقدها وَالصَّبْر ضِيَاء أَي لَا يزَال صَاحبه مستضيئا مستهديا مستمرا على فعل الصَّوَاب وَالْقُرْآن حجَّة لَك أَو عَلَيْك أَي تنْتَفع بِهِ إِن تلوته وعملت بِهِ وَإِلَّا فَهُوَ عَلَيْك حجَّة كل النَّاس يَغْدُو إِلَى آخِره كل إِنْسَان يسْعَى بِنَفسِهِ فَمنهمْ من يَبِيعهَا لله بِطَاعَتِهِ فيعتقها من الْعَذَاب وَمِنْهُم من يَبِيعهَا للشَّيْطَان والهوى باتباعهما فيوبقها أَي يهلكها