لِأَنَّ اسْتِنْقَاذَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَاجِبٌ، فَإِذَا أَبَوْا ذَلِكَ جَازَ قِتَالُهُمْ، وَإِنْ أَتَى عَلَى أَنْفُسِهِمْ.
أَلَا تَرَى أَنَّ مُسْتَأْمَنًا فِي دَارِ الْإِسْلَامِ لَوْ أَسْلَمَ عَبْدُهُ فَامْتَنَعَ مِنْ بَيْعِهِ وَأَرَادَ إدْخَالَهُ فِي دَارِ الْحَرْبِ جَازَ قِتَالُهُ عَلَى ذَلِكَ.
لِأَنَّهُ امْتَنَعَ مِنْ حُكْمِ الْمُسْلِمِينَ بَعْدَ مَا الْتَزَمَهُ، فَإِنَّ هَذَا الْحُكْمَ مِنْ جُمْلَةِ مَا يَلْتَزِمُهُ الْمُسْتَأْمَنُ بِعَقْدِ الْأَمَانِ، وَمَا لَمْ يَبْلُغْ مَأْمَنَهُ فَهُوَ فِي أَمَانٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا امْتَنَعَ مِنْ الِانْقِيَادِ لِلْحُكْمِ الَّذِي الْتَزَمَهُ جَازَ قِتَالُهُ عَلَى ذَلِكَ، فَكَذَلِكَ مَا سَبَقَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.