انْهَزَمَ النَّاسُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ: لَمَقَامُ نُسَيْبَةَ الْيَوْمَ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ مَقَامِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ» ، فَقَدْ نَوَّهَ بِذِكْرِهَا وَمَدَحَهَا عَلَى مُبَاشَرَةِ الْقِتَالِ عِنْدَ تَحَقُّقِ الْحَاجَةِ، فَعَرَفْنَا أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِذَلِكَ وَإِنْ نَهَى الْإِمَامُ النَّاسَ عَنْ الْغَزْوِ وَالْخُرُوجِ لِلْقِتَالِ فَلَيْسَ يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَعْصُوهُ إلَّا أَنْ يَكُونَ النَّفِيرُ عَامًّا. لِأَنَّ طَاعَةَ الْأَمِيرِ فِيمَا لَيْسَ فِيهِ ارْتِكَابُ الْمَعْصِيَةِ وَاجِبٌ، كَطَاعَةِ السَّيِّدِ عَلَى عَبْدِهِ فَكَمَا أَنَّ هُنَاكَ بَعْدَ نَهْيِ الْمَوْلَى لَا يَخْرُجُ إلَّا إذَا كَانَ النَّفِيرُ عَامًّا فَكَذَلِكَ هَا هُنَا. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.