قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: يَأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وِطَاءً، أَيْ: مُوَاطَأَةً لِلْقُرْآنِ، يَعْنِي مُوَافَقَةً لِسَمْعِهِ، وَبَصَرِهِ، وَقَلْبِهِ، وَمَنْ قَرَأَ {وَطْأً} [المزمل: 6] أَيْ: أَبْلَغُ فِي الثَّوَابِ، وَقِيلَ: أَغْلَظُ عَلَى الإِنْسَانِ، لأَنَّ اللَّيْلَ جُعِلَ سَكَنًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: «اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ».
قَالَ الْحَسَنُ: كُلُّ صَلاةٍ بَعْدَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ، فَهِيَ نَاشِئَةٌ مِنَ اللَّيْلِ، يُقَالُ: كُلُّ مَا حَدَثَ بِاللَّيْلِ وَبَدَا، فَقَدْ نَشَأَ،