سور الجنة، وإن أصلها في دار النبي -صلى الله عليه وسلم، وفي دار كل مؤمن منها غصن، فما من جنة من الجنات إلّا وفيها من شجرة طوبى؛ ليكون سر كل نعيم، ونصيب كل ولي من سرّه -صلى الله عليه وسلم، وأنه -صلى الله عليه وسلم- ملأ الجنة، فلا ولي يتنعَّم في جنته إلّا والرسول متنعِّم بتنعمه؛ لأن الوليّ ما وصل إلى ما وصل إليه من النعيم إلا باتباعه لنبيه -صلى الله عليه وسلم، فلهذا كان سر النبوة قائمًا به في تنعمه, وكذلك إبليس ملأ النار، فلا عذاب لأحد من أهلها إلّا وإبليس -لعنه الله- سر تعذيبه, ومشارك له فيه.
وفي "البحر" لأبي حيان عند تفسير قوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} [الإنسان: 6] قيل: هي عين في دار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تفجر إلى