ذلك أن تكون سببية.

قال: ثم رأيت النووي جزم بأنَّ ظاهر الآيات أنَّ دخول الجنة بسبب الأعمال، والجمع بينها وبين الحديث: أنَّ التوفيق للأعمال والهداية للإخلاص فيها, وقبولها إنما هو برحمة الله وفضله، فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل، وهو مراد الحديث، ويصح أنه دخل بسبب العمل، وهو من رحمة الله تعالى. انتهى.

وروى الدارقطني عن أبي أمامة، أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "نعم الرجل أنا لشرار أمتي"، فقالوا: "فكيف؟ أنت لخيارها، فقال: "أمَّا خيارها فيدخلون الجنة بأعمالهم, وأما شرار أمتي فيدخلون الجنة بشفاعتي" ذكره عبد الحق في العاقبة.

وأما تفضيله -صلى الله عليه وسلم- في الجنة بالكوثر -وهو على وزن فَوْعَل من الكثرة- سُمِّيَ به هذا النهر العظيم لكثرة مائه وآنيته, وعظيم قدره وخيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015