شيء من مجازاته لعباده من رحمته وفضله، وقد تفضَّل الله عليهم ابتداءً بإيجادهم، ثم برزقهم، ثم بتعليمهم.

وأشار إلى نحوه القاضي عياض فقال: وإنَّ من رحمة الله توفيقه للعمل، وهدايته للطاعة، وكل ذلك لم يستحق العامل بعمله، وإنِّما هو بفضل الله ورحمته.

وقال غيره: لا تنافي بين ما في الآية والحديث؛ لأن "الباء" التي أثبتت الدخول هي باء السببية التي تقتضي سببية ما دخلت عليه لغيره، وإن لم يكن مستقلًّا بحصوله، و"الباء" التي نفت الدخول هي باء المعاوضة التي يكون فيها أحد العوضين مقابلًا للآخر، نحو: اشتريت منه بكذا، فأخبر -صلى الله عليه وسلم- أن دخول الجنة ليس في مقابلة عمل أحد، وأنَّه لولا رحمة الله لعبده لما أدخله الجنة؛ لأن العمل بمجرده -ولو تناهي- لا يوجب بمجرده دخول الجنة، ولا يكون عوضًا لها؛ لأنه لو وقع على الوجه الذي يحبه الله، لا يقاوم نعمة الله، بل جميع العمل لا يوازي نعمة واحدة, فلو طالبه بحقه لبقيت عليه من الشكر على تلك النعمة بقية لم يقم بها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015