والذي ذهب إليه الشافعي في جماعة: أنه -صلى الله عليه وسلم- حج حجا مفردا لم يعتمر معه، واحتج بما في الصحيحين أن عائشة قالت: "خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام حجة الوداع، فمنا من أهل بعمرة، ومنا من أهل بحج وعمرة، ومنا أهل بالحج وحده، وأهل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالحج". فهذا التقسيم والتوزيع صريح في إهلاله بالحج وحده.
وفي رواية لمسلم عنها: أنه -صلى الله عليه وسلم- أهل بالحج وحده.
ولمسلم أيضا عن ابن عباس: أهل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفرد بالحج.
ولابن ماجه عن جابر: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفرد بالحج، وعن ابن عمر: أنه -صلى الله عليه وسلم- أفرد الحج. رواه البخاري.
قالوا: وهؤلاء لهم قرب في حجة الوداع على غيرهم: فأما جابر، فهو أحسن الصحابة سياقًا لرواية حديث حجة الوداع، فإنه ذكرها من حين خروجه -صلى الله عليه وسلم- من المدينة إلى آخرها، فهو أضبط لها من غير وأما ابن عمر، فصح عنه أنه كان آخذا بخطام ناقته -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، وأنكر على من رجح قول أنس على قوله