والعقلاء ذلك في الدنيا، ويزداد علمهم به في البرزخ، وينكشف ويظهر كل الظهور في الآخرة بحيث تتساوى الخلق كلهم في العلم به. وقال تعالى: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} [التكوير: 22] .
ولما رأى العاصي بن وائل السهمي النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من المسجد، وهو يدخل فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا، وأناس من صناديد قريش جلوس في المسجد، فلما دخل العاصي قالوا: من ذا الذي كنت تحدث معه، قال: ذلك الأبتر، يعني النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد توفي ابن لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة، فرد الله تعالى عليه، وتولى جوابه بقوله: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3] أي عدوك ومبغضك هو الذليل الحقير.
ولما قالوا: {افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} [سبأ: 8] قال الله تعالى: {بَلِ الَّذِين