وإن قلنا: إن المراد بها القرآن فهو استدلال بمعجزته صلى الله عليه وسلم على صدقه وبراءته، وأنه ما ضل ولا غوى، وإن قلنا: المراد به النبات، فالنبات به نبات القوى الجسمانية وصلاحها، والقوى العقلية أولى بالصلاح، وذلك بالرسل وإيضاح السبل.

وتأمل كيف قال الله تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُم} ولم يقل: محمد، تأكيدًا لإقامة الحجة عليهم بأنه صاحبهم، وهو أعلم الخلق به وبحاله وأقواله وأعماله، وأنهم لا يعرفونه بكذب ولا غي ولا ضلال، ولا ينقمون عليه أمرًا واحدًا قط، وقد نبه تعالى على هذا المعنى بقوله عز وجل: {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُم} [المؤمنون: 69] .

ثم نزه نطق رسوله صلى الله عليه وسلم عن أن يصدر عن هوى فقال تعالى: {وَمَا يَنْطِق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015