وأما عد الجن من جنود سليمان في قوله تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ} [النمل: 17] ، فخير منه عد الملائكة، جبريل ومن معه من جملة أجناده عليه الصلاة والسلام باعتبار الجهاد وباعتبار تكثير السواد على طريقة الأجناد.
وأما عد الطير من جملة أجناده، فأعجب منه حمامة الغار وتوكيرها في الساعة الواحدة، وحمايتها له من عدوه، والغرض من استكثار الجند إنما هو الحماية، وقد حصلت من أعظم شيء بأيسر شيء.
وأما ما أعطيه من الملك، فنبينا صلى الله عليه وسلم خير بين أن يكون نبيًا ملكًا أو نبيًا عبدًا، فاختار صلى الله عليه وسلم أن يكون نبيًا عبدًا، ولله در القائل:
يا خير عبد على كل الملوك ولي
وأما ما أعطيه عيسى عليه الصلاة والسلام من إبراء الأكمة والأبرص وإحياء