والجمل، والنور المتوارث من آدم إلى جبهة أبيه عبد الله من الأزل، وما سوى ذلك من المعجزات التي تداولتها الحملة، ونقلتها عن ألسنة الأول النقلة، مما لو أعملنا أنفسنا في حصرها لفني المدى في ذكرها. ولو بالغ الأولون والآخرون في إحصاء مناقبه لعجزوا عن استقصاء ما حباه الكريم به من مواهبه، ولكن الملمَّ بساحل بحرها مقصرًا عن حصر بعض فخرها، ولقد صحَّ لمحبيه أن ينشدوا فيه:

وعلى تفنن واصفيه لنعته ... يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف

وإنه لخليق بمن ينشد فيه قول الخنساء التي شهد لها النابغة الذبياني بأنها أشعر الناس, وقد أسلمت وصحبت:

فما بلغت كف امرئ متناولًا ... من المجد إلّا والذي نال أطول

ولا بلغ المهدون في القول مدحه ... ولو حذقوا إلّا الذي فيه أفضل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015