وروى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: صحبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ما ملأت عيني منه قط حياء منه وتعظيمًا له، ولو قيل لي صفة لما قدرت، أو كما قال.

وإذا كان هذا قوله وهو من جملة أصحابه، ولولا أنه -عليه الصلاة والسلام- كان يباسطهم ويتواضع لهم ويؤنسهم, لما قدر أحد منهم أن يقعد معه, ولا أن يسمع كلامه, لما رزقه الله تعالى من المهابة والجلالة. يبين ذلك ويوضحه ما روي أنه -عليه الصلاة والسلام- كان إذا فرغ من ركوع الفجر حدث عائشة إن كانت مستيقظة، وإلّا اضطجع بالأرض ثم خرج بعد ذلك للصلاة، وما ذاك إلّا أنه -عليه الصلاة والسلام- لو خرج على تلك الحالة التي كان عليها، وما حصل له من القرب والتداني.............................................

طور بواسطة نورين ميديا © 2015