لأبي اليمن بن عساكر بعد أن روى حديث عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه....... قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في الطواف, فانقطعت شسعه, فقلت: يا رسول الله, ناولني أصلحه، فقال: "هذه أثرة ولا أحب الأثرة".

والأثرة: بفتح الهمزة والثاء، الاسم من آثر يؤثر إذا أعطى، والأثرة: والاستئثار وهو الانفراد بالشيء. قال: وكأنه كره -صلى الله عليه وسلم- أن ينفرد أحد عنه بإصلاح نعله، فيحوز فضيلة الخدم, فيكون له بمثابة الخادم, ويكون له -صلى الله عليه وسلم- ترفع المخدوم على خادمه، كره ذلك -صلى الله عليه وسلم- لتواضعه وعدم ترفعه على من يصحبه.

ويؤيده ما روي أنه -صلى الله عليه وسلم- أراد أن يمتهن نفسه في شيء, فقالوا: نحن نكفيك يا رسول الله، قال: "قد علمت أنكم تكفوني, ولكن أكره أن أتميز عليكم, فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزًا بين أصحابه". انتهى.

ثم رأيت شيخنا في الأحاديث المشهورة حكى ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015