رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يشعر به عمرو، فقال لهما عمرو: من أنتما؟ فذكرا له أنهما من بني عامر، فتركهما حتى ناما فقتلهما عمرو، وظنَّ أنه ظفر ببعض ثأر أصحابه، فأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك, فقال: "لقد قتلت قتيلين لأدينهما".
قال ابن إسحاق وغيره: ثم خرج -عليه الصلاة والسلام- إلى بني النضير؛ ليستعين بهم في دية ذينك القتيلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية؛ للجوار الذي كان -صلى الله عليه وسلم- عقده لهما، وكان بين بني النضير وبني عامر عقد وحلف.
فلمَّا أتاهم -عليه الصلاة والسلام- يستعينهم في ديتهما قالوا: يا أبا القاسم, نعينك على ما أحببت مما استعنت بنا عليه، ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوه على مثل هذا الحال. وكان -صلى الله عليه وسلم- إلى جنب جدار من بيوتهم.
قالوا: من رجل يعلو على هذا البيت