ج ـ وذكر الله تعالى عن ذي النون أنه نادى في الظلمات: {أنْ لا إِلَهَ إِلا أنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء 87] ، فقال تعالى: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 88] .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعوة أخي ذي النون: ما دعا بها مكروبٌ إلا فرَّج الله كربه"1.

د ـ في الحديث يقول الشيطان: "أهلكتُ الناسَ بالذنوب، وأهلكوني بلا إله إلا الله وبالاستغفار، فلما رأيت ذلك بثثت فيهم الأهواء، فهم يذنبون ولا يتوبون لأنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً"2.

24 ـ جماع الكلام في الشرع والقدر:

جماع الكلام في الشرع والأمر والقدر أنه لا بد من أصلين:

أصلٌ قبله: وهو الاجتهاد والامتثال فلا يزال العبد يجتهد في العلم بما أمر الله والعمل بذلك.

وأصلٌ بعده: وهو الاستغفار.

ولا بد في القدر من أصلين:

أصلٌ قبله: وهو الاستعانة، فيستعين بالله في فعل ما أمر به ويتوكل عليه.

وأصل بعده: وهو الصبر فيصبر على المقدور.

25 ـ مشروعية ختم العبادات بالاستغفار:

شرع أن تختم جميع العبادات بالاستغفار، وأمثلة ذلك فيما يلي:

أـ قوله تعالى: {وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 18] ، فقاموا الليل بالعبادة ثم ختموه بالاستغفار.

ب ـ قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأيْتَ النَّاسَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015