16 ـ معنى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ "وهو أن يفنى عن شهود ما سوى الله".

أي هذا النوع من الفناء:

هو أن يفنى المرء عن رؤية ما سوى الله؛ فلا يشاهد غير الله؛ بل لا يشاهد إلا الله؛ مع اعتقاد أن غير الله موجود، ولكنه لا يشاهد إلا الله، وذلك كاعتقاد الناس أن النجوم موجودة في النهار، ولكنهم لا يشاهدون النجوم لأجل شعاع الشمس؛ فهؤلاء أيضاً لا يشاهدون الكون لأجل قوة شعاع نور الله تعالى (حسب زعمهم الفاسد) ؛ وهو فناء أصحاب وحدة الشهود من الصوفية الحلولية.

17 ـ معنى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ "فهو الفناء عن وجود السوى".

أي النوع الثالث من الفناء هو فناء المرء عن وجود ما سوى الله، بحيث يعتقد أنه لا موجود إلا الله وأن الكون هو الله.

فهذا الفناء فناء أصحاب وحدة الوجود؛ وهم الوجودية الاتحادية الذين هم أشد كفراً من الحلولية، وهو مذهب الغلاة من الصوفية كابن عربي وغيره.

18 ـ الأسئلة والأجوبة على ما تقدم:

س1: هل زعم أحد من الناس أن للعالم صانعين متكافئين؟ وهل وقع الشرك في الربوبية أم لا؟ فصّل القول.

ج: لم يزعم أحد من الناس أن للعالم صانعين متكافئين في الصفات والأفعال، بل عامتهم مقرُّون بأنه ليس له شريك مثله مساوٍ له في جميع الصفات، ولم يقع الشرك في الربوبية؛ وعامة المشركين بالله مقرّون بأنه ليس له شريك مثله، بل عامتهم يقرون أن الشريك مملوك له كما قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25] ، وقوله: {قُلْ لِمَنِ الأرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أفَلا تَذَكَّرُونَ} [المؤمنون: 85،84] ، وليس المقصود عدم الشرك في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015