وهو وقت غفلة وخلوة، واستغراق في النوم، واستلذاذ له، ومفارقة اللذة والدعة، صعب، ولا سيما أهل الرفاهية، وفي زمن البرد، وكذا أهل التعب، ولاسيما في قصر الليل، فمن آثر القيام لمناجاة ربه تعالى، والتضرع إليه مع ذلك، دلّ على خلوص نيته، وصحّة رغبته فيما عند اللَّه جل وعلا؛ فلذلك نبّه اللَّه عباده إلى الدعاء في هذا الوقت الذي تخلو فيه النفس من خواطر الدنيا، وعلقها، ليستشعر العبد الجد والإخلاص لربه)) (?).
وهذا الوقت الشريف يا عبد اللَّه قد أثنى ربك جل وعلا على المستغفرين به، قال تعالى: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْاسْحَارِ} (?)، قال القرطبي: ((خصَّ السحر بالذكر؛ ... لأنه مظنة القبول، وقت إجابة الدعاء، وهو وقت التجليات الإلهية، وتنزل الفيوضات الربانية)) (?).
والاستغفار نوع من أنواع الدعاء؛ لأن الدعاء يعمُّ ما كان دفعاً للمضارِّ، أو جلباً للمسارِّ، وذلك: إمّا ديني، أو دنيوي، والاستغفار من النوع الأول، وهو طلب دفع السوء والشرّ (?).
كما في حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - حين سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ الدُّعَاءِ