فدلّ على أن الدعاء بالإثم بجميع أنواعه، وقطيعة الرحم مانع من موانع إجابة الدعاء، ((ويدخل في الإثم الدعاء على سبيل الاختبار، فليس للعبد أن يختبر الرب - عز وجل -، ويدخل في قطعة الرحم جميع حقوق المسلمين ومظالمهم)) (?)، فليحذر الداعي من ذلك، وفي الحديث بشارة عظيمة لكل مسلم بأن اللَّه تعالى يجيبه إذا دعاه.
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((اللَّهُ أَكْثَر)) يعني: اللَّه أكثر إجابة، ففي هذا الحديث حثٌّ على الإكثار من الدعاء قدر الإمكان، فإنّ دعاءه مجاب في الحال، أو في المآل، أو يصرف السوء والضر عنه بما هو خير له من السؤال.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ)) (?).
قال ابن علان رحمه اللَّه: ((والخطاب للأمة الموجودين حقيقة، ولمن سيأتي بطريق التبع، وقوله: (أو ليوشكن اللَّه): [أو: عاطفة]: أي: ليكونن أحد الأمرين: إما امتثال ما أُمرتم به، أو وقوع ما أُنذرتم به