قوله: ((إن رأى حسنة دفنها)): أي إذا علم مني بفعل حسنةً فعلتها.
((دفنها)): سترها، وغطّاها، وكتمها، ولم ينشرها.
قوله: ((وإذا رأى سيئة أذاعها)): أي إذا علم مني بفعل سيئة زللت بها, نشرها، وأظهرها خبراً بين الناس (?) , فهذا والعياذ باللَّه ليس بخليل ولا صديق, إنما [هو] عدوّ غشوم, ظلوم, وحاله هذه: حال المنافقين التي بيّنها اللَّه تبارك وتعالى في كتابه العزيز: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} (?).
أصل هذا الدعاء المبارك, أن رجلاً من بني كنانة قال: ((صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح, فسمعته يقول: ((اللَّهم لا تخزني يوم القيامة)).
وجاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول هذه الدعوات, فعن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: ((كان رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهذه الدعوات كلّما سلّم)): ((اللَّهم لا تخزني يوم القيامة, ولا تخزني يوم البأس, فإن من تخزه يوم البأس فقد أخزيته)) (?).