اتصاف الله بصفة البركة

يتصف الله جل وعلا بـ (تبارك)، ولا يصح أن يصف المسلم ربه إلا بتبارك؛ لأنه لم يرد صفة من صفاته انفرد الله بها جل في علاه في مسألة البركة إلا بتبارك، قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} [الفرقان:1]، وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} [الفرقان:61]، فتبارك صفة يختص بها الله، فلا يشاركه فيها أحد، ولا يصح لك أن تقول: إن الله مبارك حاشا لله؛ لأن المبارك اسم مفعول، معناه: أن هناك من أتاه بالبركة، نعوذ بالله من ذلك.

وتبارك تمجيد وتعظيم لله سبحانه جل في علاه، كما قال ابن القيم: البركة كل البركة من عند الله جل في علاه، فمن طلب البركة فلا يطلبها إلا من الله جل في علاه.

والله جل في علاه أباح لنا أن نصف صفة من صفاته بالبركة، فإذا قلنا: رحمة الله مباركة يصح ذلك، وإذا قلت أيضاً: عزة الله مباركة، قوة الله مباركة، قدرة الله مباركة يصح، والدليل على ذلك: أن الله وصف صفة من صفاته بالبركة فقال: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص:29]، فقال: مبارك، والكتاب هو كلام الله، وكلام الله صفة من صفاته جل في علاه، فيصح أن تقول: كلام الله مبارك.

ومعلوم أن كلام الله مبارك؛ لأن فيه شفاء للناس، وقراءته بركة، وتلاوته بركة، واستماعه بركة، وتدبره بركة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015