وقد قسم المتأخرون كـ شيخ الإسلام وغيره التوحيد إلى: توحيد معرفة وإثبات، وتوحيد قصد وطلب، وهذا التقسيم جاء من المتأخرين حقاً وليس من المتقدمين، لكن هذا التقسيم تبسيط وتيسير وتسهيل لطالب العلوم، وقد أنكروا عليه كثيراً مسألة هذا التقسيم.
والقسم الثاني من أقسام التوحيد هو أهم ما يكون في علم التوحيد، فهو الذي من أجله أرسل الله الرسل، ومن أجله شرع الله القتال وأنزل الله السيف؛ ليفرق بين الصفين، فهذا العلم: علم القصد والطلب، أو توحيد الله جل وعلا بأفعال العباد، أو فعل العبد تجاه الرب، وهو توحيد الإلهية، وهو معنى: لا إله إلا الله، أي: لا معبود بحق إلا الله، فمن أتقن القسم الأول وأتقن القسم الثاني من هذا الكتاب، وأتقن القسم الثاني بهذا الكتاب يصبح بارعاً في العقيدة، ولا أقول: مفتياً ولا رجلاً قوياً في العقيدة، لكن على الأقل سيكون طالباً للعلم، متقناً لمسائل كثيرة من مسائل العقيدة.