أو محكي به الحال خلافا للكسائي. بل يدل على فعل ناصب لما يقع بعده مفعولا به يتوهّم أنه معمول له، وليس نصب ما بعد المقرون بأل مخصوصا بالمضي خلافا للرماني ومن وافقه، ولا على التشبيه بالمفعول به خلافا للأخفش، ولا بفعل مضمر خلافا لقوم.
ش: قد تقدم أن اسم الفاعل هو الصفة الدالة على فاعل جارية في التذكير والتأنيث على المضارع، وسأبين ذلك ببيان تام. ثم أشير بعد ذلك إلى عمله. فليعلم أنه يعمل عمل فعله إن أريد به الحال والاستقبال واعتمد على صاحب مذكور نحو زيد مكرم رجلا طالبا العلم محققا معناه، أو على صاحب منوي كقول الشاعر:
وما كلُّ ذي لُبّ بمُؤتيك نُصْحَه ... وما كلُّ مُؤتٍ نصْحَه بلبيب
وكقول الآخر:
وكم مالئٍ عينيه من شيء غيره ... إذا راج نحو الجمرة البيضُ كالدُّمى
ويروى: ومن مالئ عينيه أو على نفي صريح كقول الشاعر:
ما راع الخَلّانُ ذمّةً ناكِث ... بلْ مَن وفى يَجد الخليلَ خليلا
أو على نفي مؤوّل كقوله:
وإنَّ امْرأ لم يُعْن إلّا بصالِح ... لغير مُهين نفسَه بالمطامع
أو على استفهام موجود كقول الشاعر:
أناوٍ رجالُك قتلَ امرئٍ ... من العزّ في حُبّك اعتاضَ ذُلّا