الشاعر:

لم يَمْنعْ الشرْب منها غيرَ أنْ نطقتْ ... حمامةٌ في غُصونٍ ذاتِ أوقالِ

ومثال الثاني قول الشاعر:

لُذْ بقَيْسٍ حين يأبى غيرَه ... تُلْفِه بَحْرًا مُفِيضا خَيْرَه

وقولي "واعتبار المعنى في المعطوف على المستثنى بها جائز" أشرت به إلى قول سيبويه: زعم الخليل ويونس أنه يجوز ما أتاني غير زيدٍ وعمرٌو، والوجه الجرّ، وذلك أن غير زيد في موضع إلا زيد وفي معناه محمولة على الموضع كما قال: فلَسْنا بالجبال ولا الحديدا

فلما كان في موضع إلا زيد وكان معناه كمعناه حملوه على الموضع. والدليل على أنك إذا قلت غير زيد فكأنك قلت إلا زيد أنك تقول ما أتاني غير زيد وإلا عمرو.

قلت إذا قيل ما أتاني غير زيد وعمرو بالرفع فلا يخلو أن يحكم لغير هنا بحكم إلا وتنزل منزلتها أوْلا. فإن لم يحكم لها بحكم إلا فسد المعنى المراد، وذلك أن المراد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015