وقد يكون بين ظرف زمان كما يكون ظرف مكان، فمن ذلك حديث ساعة الجمعة "وهي ما بين خروج الإمام وانقضاء الصلاة". ومن الظروف المكانية ما يندر تجرده من الظرفية، فمن ذلك "حَيْثُ" فكونه ظرفا هو الشائع كقوله تعالى (وامْضُوا حيثُ تُؤْمَرونَ) وكونه مجردا عن الظرفية قول زهير:
فشَدَّ ولم يَنْظُر بُيوتا كثيرةً ... لدى حيثُ ألقتْ رحلها أمُّ قَشْعَمِ
وكقول الآخر:
إنَّ حيثُ استقلَّ مَن أنتَ راعيـ ... ــــــــــهِ حمًى فيه عِزَّةٌ وأمانُ
وهو مبني على الضم في أكثر الكلام، وقد يفتح وقد يكسر، وقد يقال حوث، وسبب بنائه لزوم اقترانه إلى جملة يضاف إليها، وندرت إضافتها إلى مفرد كقول الراجز:
أما ترى حيثُ سُهَيْلٍ طالِعا
وكقول الآخر:
ونَطْعَنُهم تحتَ الحُبا بعد ضرْبَهم ... ببيض المواضِي حيثُ ليّ العمائِمِ
وأندر من إضافته إلى مفرد إضافته إلى جملة مقدّرة، كقول الشاعر: