وقال: في هذا دليل على جواز ارتفاع الاسم بعد إذا الزمانية بالابتداء، لأن هو مضمر الأمر والشأن وضمير الشأن لا يرتفع بفعل يفسره ما بعده. قلت ومثل ما أنشده ابن جني قول الآخر:

وأنتَ امرؤٌ جَلْط إذا هي أرسلت ... يمينُك شيئا أمسكَتْه شِمالُكا

لأن هي ضمير القصة.

ولما أنهيت الكلام على "إذا" الدالة على زمن مستقبل أخذت في الكلام على "إذا" المفاجأة، وقد اجتمعا في قوله تعالى: (ثُمَّ إذا دعاكم دعوةً من الأرض إذا أنتم تخرجون) فالأولى الدالة على وقت الاستقبال، والثانية الدالة على المفاجأة. وهي عند المبرد والسيرافي ظرف مكان، وعند الزجاج وأبي علي الشلوبين ظرف زمان حاضر، وهذا هو ظاهر قول سيبويه، فإنه قال حين قصدها:

وتكون للشيء توافقه في حال أنت فيها، وذلك قولك مررت به فإذا زيد قائم. هذا نصه. وروى عن الأخفش أنها حرف دال على المفاجأة وهو الصحيح عندي ويدل على صحته ثمانية أوجه:

أحدها أنها كلمة تدلّ على معنى في غيرها غير صالحة لشيء من علامات الأسماء والأفعال.

الثاني أنها كلمة لا تقع إلا بين جملتين، وذلك لا يوجد إلا في الحروف كلكن وحتى الابتدائية. الثالث أنها كلمة لا يليها إلا جملة ابتدائية مع انتفاء علامات الأفعال ولا يكون ذلك إلا في الحروف. الرابع أنها لو كانت ظرفا لم يختلف من حكم بظرفيتها في كونها مكانية أو زمانية، إذ ليس في الظروف ما هو كذلك. الخامس أنها لو كانت ظرفا لم تربط بين جملة الشرط والجزاء في نحو (وإنْ تُصِبْهم سَيِّئةٌ بما قدَّمتْ أيديهم إذا هم يَقْنَطُونَ) إذ لا تكون كذلك إلا حرفا. السادس أنها لو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015