حسبت التُقى والمجدَ خيرَ تجارة ... رباحًا إذا ما المرء أصبح ثاقلا
ومثله:
شهدتُ وفاتوني وكنت حسبتني ... فقيرا إلى أن يشهدوا وتغييبي
ومثال ذلك في خال قول الشاعر:
دعاني الغواني عمهن وخِلْتُني ... لي اسمٌ فلا أدعى به وهو أول
ومثله:
ما خِلتُني زلتُ بعدكم ضَمِنا ... أشكو إليكم خُمُوَّة الألم
أراد: ما زلت بعدكم ضمنا خلتني كذلك.
وإن أريد بظن معنى اتهم تعدت إلى واحد.
ويقال: حسبَ الرجل إذا حمّر لونه وابيض كالبرص، وكذا إذا كان ذا شُقْرة، فذا فعل لازم، وكذا خال بمعنى تكبر، والفرس ظَلَع، والمضارع منهما ومن المتعدي إلى اثنين يَخال، ومن أجل هذه قلت: لا لتهمة ولا للون ولا لعجب ولا ظلع.
ومن المستعمل للظن واليقين رأى، كقوله تعالى: (إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا) أي يظنونه ونعلمه، وأنشد أبو زيد:
تَقُوه أيها الفتيان إني ... رأيت الله قد غلب الجدودا
رأيتُ الله أكبرَ كل شيء ... محاولةً وأكثرهم جنودا
ويقال: رأيت الشيء بمعنى أبصرته، ورأيت رأى فلان بمعنى اعتقدته، ورأيت الصيد بمعنى أصبته في رئته، فهذه متعدية إلى واحد. وإليها أشرت بقولي: "لا لإبصار ولا رأي ولا ضرب".