ومصدرها وِجدان عن ابن برهان عن الأخفش، ووُجود عن السيرافي. ولوجد استعمالان آخران، هي في أحدهما ذات مفعول، وفي الآخر لازمة، فالأول: بمعنى أصاب، وكوجد فلان ضالته وجدانا ووجودا. والثانية بمعنى استغنى ومصدرها وَجْد ووُجْد وجِدَة، وبمعنى غضب ومصدرها مَوْجدة، وبمعنى حزن ومصدرها وَجْد.
ومثل وجد ذات المفعولين ألفى مرادفتها، كقول الشاعر:
قد جرّبوه فألَوْه المغيث إذا ... ما الرَّوْعُ عمَّ فلا يُلْوَى على أحد
وكقول الآخر:
إذا أنتِ أُعْطِيت الغنى ثم لم تَجُد ... بفضلِ الغنى أُلْفِيت مالك حامدُ
ومن ذوات المفعولين درى بمعنى علم كقول الشاعر:
دُرِيت الوفيَّ العهد يا عُرْوَ فاغتبط ... فإن اغتباطا بالوفاء حميدُ
وأكثر ما تستعمل معداة بالباء كقولك: دريت به، فإذا دخلت عليها همزة النقل، تعدت إلى واحدٍ بنفسها، وإلى الثاني بالباء، كقوله تعالى: (قل لو شاء الله ما تَلَوْتُه عليكم ولا أدراكم به) ويقال: درى الذئب الصيد إذا استخفى له ليفترسه، فتتعدى إلى مفعول واحد، وإليه أشرت بقولي: لا لختل.
ومن أخوات علم ذات المفعولين تَعَلَّمْ بمعنى اعلم، ولم يستعمل لها ماض ولا مضارع، والمشهور إعمالها في أنّ كقول الشاعر:
تَعَلَّمْ أنه لا طيرَ إلا ... على مُتَطَيِّر وهي الثُّبورُ